مدرسة المصطفى الثانوية …. ذكريات خالدة !!

نيالا : محمد آدم

 

صورة على جدار صفحة صديق وأخ عزيز بالفيسبوك لمدرسة المصطفى الثانوية بنين ” الأميرية سابقا” ، اعادت إلى اشواق وحنين لهذه البقعة التي قضيت فيها اعوام وأيام جميلة ، اتاحت لي التعرف على رفاق واصدقاء كثر جمعتني بهم مقاعد الدراسة وفرقتنا السبل تلك سنة الحياة ،،، ولكني أكن لهم الاحترام والود وأحتفظ لهم بكم هائل من الذكريات والمواقف والحكايات الطريفة التي ستظل خالدة حتى الممات .

اليوم الأول

بعد النجاح في مرحلة الأساس يبحث الطلاب عن مكان توزيعهم في المرحلة الثانوية ، فبدأت رحلة بحث شاقة بمعية آخرين بدأت بمدرسة النهضة الثانوية،ثم نيالا الثانوية ومنها إلى مدرسة الجبل مرورا بإدارة المرحلة ثم مصعب بن عمير وخالد بن الوليد” وفي كشوفات كل هذه المدارس لم أجد اسمي ،ومع ختام جولتي كانت مدرسة المصطفى هي آخر محطات البحث … ولم ادري انها ستكون وجهتي ومحطتي الجديدة ، وجدت اسمي هناك ضمن كشوفات الأسماء وبذلك انتهت الرحلة ..

كنا نسمع من الذين سبقونا في الثانوية ان من يسبقك في الدراسة يحق له اخذ أقلامك وكتبك ومتعلقاتك الشخصية لأنك “جنير”، كنت وغيري نتوجس من هذا التصرف الغير ادمي بالمرة، ولكن في مدرسة المصطفى لا وجود لهذا السلوك البربري الكل سواسية وليس هناك من يحق له ام يتعالى عليك باعتبارك جديد وفي سنتك الأولى.. وان وجد من يفعل ذلك سيعاقب على فعلته تلك … فحمدنا الله على ذلك …

المدخل الرئيس

مدرسة المصطفى لها بيئة خاصة تختلف عن سائر مباني الثانويات الموجودة بمدينة نيالا ،نسبة لمبانيها الفريدة التي تعبر عن عراقة هذه المؤسسة التي تحتوي على اسكان داخلي للمعلمين بكامل أسرهم وقديما كانت تستخدم كداخليات للطلاب حينما كانت تسمى ب”الاميرية”، بالإضافة إلى التخطيط الهندسي المميز وتحديدا مستوى ارتفاع المباني الجنوبية والغربية والشرقية خاصة المطلة على الوادي . . فارتفاع مستوى المباني عن سطح الأرض يجعل المدرسة آمنة مهما فاضت مياه وادي برلي عبر السنين لن تشكل له خطرا ابدا .

تستقبلك عند البوابة الرئيسة،أشجار الزينة على حافتي الباب (على يسارك ويمينك)،بينما تتولى أشجار النيم العملاقة مهمة دورة حماية المارة تحتها من اشعة الشمس الحارقة ، وتودعهم بنسمة هواء باردة قادمة من اسقاع وادي برلي تتراقص على اثرها أوراق وافرع أشجار النيم المتدلية .

ساحة الطابور

أجمل المناظر في تلك المساحة .. عندما تتجاوز الطريق الذي يمر ما بين مكتب المعلمين وفصل فيتوري إلى ساحة الطابور ومنظر الطلاب مصطفين بشكل مستطيل على رصيف ارضية ملعب “السلة”،واضعين الحقائب أرضا والجميع منضبط بالزي الرسمي هو قميص ابيض قصير الاكمام وبنطال اسود يفصل بينهما حزام “قاش”باللون الاسود او البني وتنطيق نفس الخيارات على الاحذية اما “جزمة سوداء او شبط مقفول باللون الاسود او البني ويمنع منعا باتا ارتداء الشبشب المفتوح او الشحاطة” …

وفي منتصف مساحة الطابور يقف “الصول كناني” المسؤول عم طابور الصباااح ،ولا يزال صوته يتردد على أذني عندما يقول ” حمممممل ويرفع الطلاب حقائبهم الموضوعة على الأرض .. وينتظرون النداء حتى يدور الطابور كأنهم جيش بملابس بيضاء بطريقة منظمة ويتوجه كل تلاميذ الى فصلهم بطريقة منظمة “بحزية عسكرية”..

اابداعات طلابية

ساحة ملعب السلة ليست مصممة للعب فحسب بل هي ساحة للإبداع الطلابي ايضا يتنافس عليها الطلاب، يحرص كل فصل أن يكون برنامجه الذي يقدمه في طابور الصباح هو الأجمل والامتع، كما هو الحال في مناطق والحصص المخصصة لكل فصل باسم “الحصة نشاط ” ، يختار الطلاب ما بين لعب كرة القدم او السلة او الطائرة فجميع ملاعب هذه الألعاب متوفرة داخل المدرسة بينما كرة القدم ملاعبها تتوفر خارج مساحة المدرسة فالطلاب هم من يقررون اي لعبة هم يريدون أن ينارسوها في حصة نشاطهم وهنا نذكر الاستاذ نورين تكنة الذي كان مسؤولا عن المناشط الرياضية نظريا وممارسة .. فأكثر الأنشطة متعة حينما يحل تاريخ دوري الفصول على ميدان الهيئة او ميدان البلدية ، فكانت مدرسة المصطفى الأكثر حظا في امتلاكها للاعبين نجوم لأندية على مستوي المدينة الامر الذي ساهم في تربع منتخب مدرسة المصطفى على اعلى عرش بطولة دوري المدارس على مستوى “نيالا “، حيث كانت رفوف مكتب مدير المدرسة انذاك، استاذ عمر تفاضل مليئة بالكؤوس التي فازت بها المدرسة على وصيفاتها من الثانويات.

خارج الأسوار

حتى لا ننسى احب الأماكن إلى طلاب المدارس هي أماكن الفطور ،بالنسبة لطلاب مدرسة المصطفى من لا يريد الذهاب إلى دكان “بدر ” لتناول وجبة البوش المحبب للطلاب ،يذهب إلى ضفاف وادي برلي تحت ظلال أشجار الحراز السامقة والنيم والمانجو العملاقة تجلس هناك “دار السلام”،و”دارو” هذه كانت تمتلك “راكوبة تجلب عليها أشهى انواع المؤكولات ” فكانت “الفتة”التي يجتمع عليها الطلاب عبر “الشير”، حتى يتمكنوا من التهام وجبة دسمة بينما يفضل بعضهم على تناول ساندوتش “طعمية ساخنة” ويتحلى “ببعض الايسكريم البلدي ” الداندرما” وهم في غاية السعادة .. وبعد ذلك يفكر العديد من الطلاب بعد أن تناولوا وجبة الإفطار في الذهاب الى المنزل خلسة تحت مسمى “القورة”…. ….. نقطة يوم جديد!!!

الكلام محفور في الذاكرة في الأعوام ٢٠٠٥ _٢٠٠٧م ،،ما عارف هسي المدرسة شكلها بقى كيف بعد الحرب دي ؟؟ …

Comments (0)
Add Comment