ام قرون والكنداكة …… – صحيفة الراكوبة

1

هذه المفردتان اكثر استخداما الاولي بعد حرب ١٥ ابريل، وثانية في عهد ثورة ديسمبر المجيدة وكلتاهما تصف بهما  المرأة  التى تعتبر هي الاقرب للرجل في حراكه النضالي ضد الانظمة الشمولية رغم يختلف هذين الوصفين فى الجغرافية والانثربولوجيا السودانية ، لأن ببساطة هذا الوطن متعدد في كل شي حتي ايكولوجيا البيئة.

                 2

أم قرون هي تمثل ارث ثقافي  في مجتمعات البادية،  وعبارة عن فانوس مضئ للرجل  في حياته ،  وتشعل حماس صبيان البنات  في مدحها  للشجعان منهم وهجاءها  للجنبناء منهم ، وهي حاضرة في التاريخ النضالي منذ تكوين الدولة السودانية ، والثورة المهدية على وجه الخصوص، وأم قرون لا  تقل قدرا عن الكنداكة التي يعتبرها الكل هي الوصف الاجمل لحواء السودانية المناضلة ، لأن هذه الكنداكة  مفردة من اصل كوشي وتعميمها للكل واصبحت المفردة الثورية المحببة لكل السودانين واسقاط ثقافة الاخرين ( الميرم و أم قرون )  يعتبر  تنميط ثقافي وحكر السودان في نمط ثقافي انثربولوجي لبقعة جغرافية محددة ، واسقاط ثقافة الاخرين والاستهتار بهم  وهذا يعتبر اس المشكلة في السودان ( عدم قبول الاخر ).
 
               3

 من الاخطاء الفادحة التى اشابت     تكوين  الدولة سطيرة  العقل النخبوي المركزي  لأدوات المعرفة وتوظيف  تخلف  المجتمع السوداني ، وقوي الريف لشهواته الذاتية , مما جعل  قوي الريف  منقسمة الى قسمين اما تبعاً يقدسون قيادات النخب المركزبة ، أو  ثوار متطرفون وتري انفصام الشخصية المشبعة بكراهية  الجغرافية والقبيلة  موجودة في دواخلهم حتي ان تمت تغطيتها بالنفاق السياسي ، ويقابله عنف الدولة المركزية التي تسحق حتي حواضنهم الاجتماعية والناظر  للتاريخ السياسي  ثورة جنوب السودان الحبيب وهي ثورة قومية لكل السودانين حتي الشمال الجغرافي نخبهم حاضرين( د منصور خالد وياسر عرمان وقائمة تطول) ، لكن صور الانسان الجنوبي وتحديداً قبيلة الدنيكا  هم الاعداء اللدودين  للشمال الجغرافي، والاسلام السياسي ولا جرم لهم إلا ان د جون قرنق ينتمي لهم قبليا ،  وأيضاً تم سحق وسحل  الحواضن الاجتماعية  لحركات دافور  ( حواضن مناوي وجبريل وعبد الواحد   ) ، وحتي داخل الكيان الواحد النظام المباد يلعب بالتناقضات ويسحق بعض الفروع الذي اعتبرها تمردت كما حصل لمجلس الصحوة الثوري بقيادة( موسي هلال) ، وقتذاك   والمؤسف هذه العقلية حاضرة  حتي في هذه  الحرب لأن الان الاجهزة تري  الحواضن الاجتماعية التي ينتمي لها قيادة الدعم السريع هم مجرد اعداء حتي داخل اجهزة  حكومة  البرهان  .

                 4

وهذا التنميط الاجتماعي للحواضن الاجتماعية  زاد تماسك الدعم السريع ، وجعله يتقدم في ميادين القتال وحتي اعداءه بالامس اصحبوا  اصدقاء مقربون ومقاتلين اشداء معه في الخنادق علي سبيل المثال (مجلس الصحوة الثوري  وحركة شجعان كردفان قيادة جنرال جلحة وتمازج  ) بهذا التصنيف العدائي والاستهتار بثقافة الاخرين  ، إن هذه الحرب لن تضع اوزارها قريباً ، لأن هذه الحواضن تقاتل من اجل البقاء مما يجعل أم قرون تتصدر المشهد السياسي  مدحا  من معجبيها وتنمرا من الذين يعتبرون هذا الوطن حكرا  لهم   .

         ثمة اسئلة تعج  في ذاكرتي

لماذا  الاستهتار بأم قرون  ونمجد الكنداكة  الم يعتبر عدم قبول الاخر هو اس المشكلة فى السودان ؟!

هل أم قرون هي السبب في الحرب ولماذا لم نتاول صراع الاجنحة الامنية  عبد الغفار الشريف وطه الحسين وبريش ( حميدتي )  ضد قوش وكرتي  اسامة عبد الله ( البرهان ) ؟! 

أم ومجتمعها ( صبيان البنات ) الم يكونوا مجرد ضحية لهذا الصراع الامني  المدار بالمحاور الدولية  ذات مطامع التي تلهث وراء المواني البحرية والمعادن ؟!

عبد الله عيسى كتر عابد

Comments (0)
Add Comment