الموقف السياسي مع إقتراب عام من الحرب (٢)

عزام عبدالله ابراهيم

نبدأ تشريح المواقف السياسيه بتوضيح مصالح و مصادر قوة كتله (تقدم).

♦️ اولا تحالف تقدم هو الفاعل السياسي الوحيد الذي يقوم بجهد سياسي حقيقي لإيقاف الحرب و تسعي تقدم لإيجاد مقاربه سياسيه حقيقه مستنده علي الجهد الذي تم بذله في مناقشات الإتفاق الإطاري و الحراك السياسي الذي جري بعد إنقلاب الخامس و العشرين من أكتوبر.
📍 داخل هذه الكتله توجد العديد من التقاطعات في المصالح و الرؤى مما يحجم قدرتها علي الفعل السياسي.
من هذه التقاطعات هي توصيف الحد الأعلي و الحد الأدنى لمصالح الفاعلين في الكتله. وأيضا رؤيتها للتغيير السياسي الذي يجب أن يحدث و أساليب إحداثه.

🔹️ مثالا، يحاول بعض الفاعلين في هذه الكتله المحافظة علي هيكل النظام السابق مع تبديل المستفيدين من النظام السياسي ليس إلا. و شواهد هذه الرؤيه كانت جليه في الممارسه السياسيه خلال الفتره الإنتقالية الاولي و الثانية و إستخدام نفس أساليب النظام السابق في الإحلال و الإبدال في الخدمه المدنيه او الوظائف السياسيه.

🔹️ أيضا يحاول بعض الفاعلين في هذه الكتله الحفاظ علي الهوية المعتمدة من النظام السابق لأنها توفر قاعدة مهمه للكتلة الجماهرية لهؤلاء الفاعلين (الهوية المستندة علي عربيه و إسلامية الدوله).
📍 علي جانب آخر، القراءة المتعمقه للتوجه العام لهذه الكتله تشِي بأن الإتفاق بينها مبني علي إقصاء الإسلاميين من غير إتفاق استراتيجي لما بعد ذلك. هذه النقطه تكون أكثر وضوحا إذا نظرنا لرؤية بعض الفاعلين للفترة الإنتقالية و الأهداف منها و فترتها. حيث تري الاحزاب ذات القاعدة الجماهيرية الكبيره الي تقصير الفترة الإنتقالية و الإسراع بالانتخابات بينما تميل الأحزاب ذات الحظ الاقل الي إطالة الفتره الإنتقالية الي أطول فتره ممكنه. وتري اطراف أخري ان تكون الفتره الإنتقالية مبنيه علي تحقيق أهداف الثوره من غير تحديدها بزمن معين.
📍 المشكله الاخري التي تواجه كتله تقدم هي إرث قوي الحريه و التغيير الممثل في فقدها للزخم الشعبي و فشلها الاعلامي المزمن و عدم قدرتها علي مجارات الخطابات الشعبوية و التخوين و التشويه المستمر من ماقبل الوثيقة الدستورية. أضف الي ذلك الإنشقاقات التي اضعفت هذا التحالف مما أجبره للبحث عن توسيع قاعدته ومما يعني بالضروره إخفاض سقوف الإتفاق و تقديم تنازلات تزيد من ضبابية الرؤيه السياسيه المشتركه لهذا التحالف.

أيضا حمله التخوين التي تعرضت لها هذه الكتله جعلت قدرتها علي المناوره السياسيه و تقديم التنازلات ضعيفه خوفا من الغوغائيه الخطابيه و فقدان المزيد من السند الشعبي.

♦️ من جهه اخري تمكنت هذه الاحزاب السياسيه من بناء علاقات دوليه متميزه و حافظه علي دعم العديد من الفاعلين الدوليين المهمين في الشأن السوداني.
📌 من ما سبق يتضح ان هذه الكتله تعتمد بشكل أساسي علي التحالفات الدوليه و السند الدولي الواسع لها. لكن هذا السند من غير قدره سياسيه فاعله و مقدره علي تحشيد دعم داخلي يضعف من تأثيرها.

♦️ بعد الحرب الحاليه ظلت قوي الحريه والتغيير في حاله بيات شتوي لما يقرب من خمسه شهور (علي الأقل من غير فعل سياسي ملموس) حتي بدأت تحركات سياسيه لبناء كتله مناهضة للحرب مع اضافه فاعلين جُدد.
📌 اهم معوقات هذه الكتله هي المزايده السياسية و اعتمادها علي الشرعيه المكتسبة من ثوره ديسمبر. ظلت ثوره ديسمبر تنظر لطرفي الحرب بموقف اقصائى خاصه للدعم السريع. وبناءً علي هذه المنطلقات أي تقارب او قبول بالدعم السريع كفاعل سياسي لا يقابل الا بالتخوين و العماله من الكتله الصلبه لثوار ديسمبر.
أضف الي ذلك موقف الثوره من الإسلاميين و بالخصوص المؤتمر الوطني.
وإذا أخذنا في الإعتبار جنوح كتله مؤثره من الثوار للتطرف و رفض الحوار و التفاوض اما من نقص المعرفه السياسيه او الشطط في المواقف.

♦️ كل هذه التقاطعات و العديد من الإشكالات المزمنة التي تزامن النخبه السياسيه من بدايات القرن الماضي كالمزايده و الشخصنه و ضعف الكادر السياسي و الممارسه السياسيه غير الرشيده و عدم الممارسه الديمقراطية حتي داخل بعض الاحزاب نفسها، يضعف من قدره كل الفاعلين السياسيين و يجعل الفشل هو العنوان الأبرز للدوله السودانيه.
ونواصل.

Comments (0)
Add Comment