الجنجويد، تتارٌ جـدد ومصيرٌ محتوم – منصة وطن الإعلامية

وطن الإعلامية – الثلاثاء 27-2-2024م:
وتزداد قناعتي يوماً بعد يوم، أن منسوبي ميليشيا الدعم السريع ليسوا ببشر، فهم قوم لا أخلاق لهم، جُبلوا على فعل كل ما هو مضاد لمنطق السلوك والتصرفات القويمة، وقواعد الفطرة السليمة، وكأنما هم كائنات هبطت إلى الأرض من عالم آخر لا يمت إلى الإنسانية بصلة، ولم يتم تدريبهم إلا ليعيثوا في الأرض فساداً، نقول ذلك ويمـرُّ أمامنا شريط طويل من جرائم وفظائع ارتكبتها ومازالت ترتكبها هذه الميليشيا المتمردة وتنتهك بها حرمات وأعراض المدنيين من المواطنين الأبرياء والعزل الذين لا ناقة لهم ولا جمل في ما يجري من حرب ضروس أشعلت نيرانها هذه الميليشيا المجنونة منذ منتصف أبريل من العام الماضي، بفرية محاربة الكيزان والفلول والحفاظ على الديمقراطية!!.

لنتفق أن للحرب وجوهاً قاسية لا تٌبقِي ولا تذر، تأكل الأخضر واليابس وتُلقي بظلال سلبية وتداعيات مرهقة، سواءً كانت أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية أو، وغالباً ما يروح ضحية هذه الحرب، مواطنون أبرياء وعزل، ولكن ما يجري في السودان لأكثر من عشرة أشهر هي حربٌ من نوع مختلف، بدأت بانقلاب ضد القوات المسلحة، ولكن سرعان ما تحولت الحرب إلى استهدافٍ للمواطنين مع سبق الإصرار والترصد، بممارسة القتل بمختلف أنواعه، والاغتصاب، والنهب، والسلب، والحرق، والسحل، والتشريد القسري باستباحة المنازل والبيوت، واحتلال الأعيان المدنية والمرافق الخدمية وقطع خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، وهي جميعها جرائم بشعة ووحشية، وممارسات ضد الإنسانية استهجنتها التعاليم السماوية والقوانين الأرضية، فلا غرو أنْ صُنفت ميليشيا الدعم السريع جماعةً إرهابيةً من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية.

لقد أعاد هؤلاء الجنجويد السيرة الأولى للفظائع والجرائم التي ارتكبها المغول التتار ضد المسلمين في أواخر عصر الخلافة العباسية، وزاد الجنجويد على ذلك كيل بعير، بانتهاكهم حرمة المساجد واستخدامها كثكنات عسكرية، لتخزين العدة والعتاد الحربي، واستقبال النساء لممارسة الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولعل الفيديو الصادم الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمسجد أبوروف بأم درمان، يلخص دناءة المشهد ويكتب فصول الرواية الحقيقية لهوية هؤلاء الجنجويد فاقدي الدين والمنطق، وإن هتفوا باسم الله وهلّلوا وكبّروا، عند كل موقع يوثِّقون فيه لانتصارات زائفة، بقلوب خائفة.

إن انتهاك حرمة المساجد وتدنيسها، واستباحتها والاعتداء عليها، تُعد وبإجماع العلماء، من أشدِّ أنواع الإفساد في الأرض، فكيف يكون الحال إذا اُستغلت هذه المساجد لممارسة الرذائل ومعاقرة أم الكبائر؟! لقد قصد الجنجويد بهذه الأفعال، الإساءة إلى الدين، واستفزاز المسلمين، كيف لا وقد بُنيت المساجد لذكر الله تعالى، وتعظيم شعيرة الصلاة، وتعليم الناس أمور عقيدتهم، والتوجه إلى الله، بالتزام أوامره الداعية إلى إعمار هذه المساجد وإكرامها وتطهيرها وحمايتها وتأهيلها، باعتبارها حلقاتٍ تتنزل فيها رحمته، وتهبط عليها ملائكته.

كنت أعتقد أن في هؤلاء الجنجويد رجلاً حصيفاً ورشيد، خاصة وأن من بين مستشاري قائد هذه الميليشيا الإرهابية المتمردة من كانوا يجلسون في الصفوف الأمامية لمقاعد الحركة الإسلامية، ممن قادوا دفة سفينة الحكم في البلاد على مدار ثلاثين سنة، وكنت أحسب مثل كثيرين غيري ( حسبوا) وظنوا خيراً في قـدرة مثل هؤلاء المستشارين، ممن يزعمون انتماءً أصيلاً وصارخاً للحركة الإسلامية، أن ينتبهوا، وينفروا خفافاً وثقالاً، تدفعهم قدسية الوازع الديني ليوقفوا مثل هذه الممارسات التي طالت بيوت الله، وانتهكت حرمة الدين، مخافةً منهم من رب العالمين الذي أنذر وتوعد كل من يقف في طريق عباده بمنعهم من دخول المساجد أو ذكر الله فيها أو تدنيسها أو تدميرها، بخزي في الحياة الدنيا وعذاب في الآخرة.

لقد حمل فيديو استعادة مسجد أبوروف على أيادي أشاوس القوات المسلحة، مؤشراتٍ لحقائق صادمة ستكشفها الأيام، ربما تتجاوز الجرائم التي كنا ندينها ونشجبها من القتل والتطهير العرقي والاغتصاب والنهب وتشريد المواطنين قسرياً باستباحة منازلهم وبيوتهم والاستيلاء على الأعيان المدنية ومراكز الخدمات وتحويلها إلى ساحة للحرب ضد القوات المسلحة، وفي جعبة الكثير من المواطنين حكايات وقصص مروعة حدثت لهم، أو كانوا شهوداً عليها، نفذها هؤلاء الجنجويد الأنجاس المناكيد، (لا يغرنّك تقلّبُ الذين كفروا في البلاد، متاعٌ قليل ثم مأواهم جهنمُ وبئس المهاد).

#وطن_الاعلامية
#منصة_وطن_الإعلامية
#السودان
#مليشيا_الدعم_السريع_الارهابية_المتمردة
#الجيش_السوداني
#معركة_الكرامة
#انتهاكات_مليشيا_الدعم_السريع
#القوات_المسلحة_السودانية

Comments (0)
Add Comment