أوراق برس
كل ما يهمك

- الإعلانات -

- الإعلانات -

فضائح حرب الكيزان .. مجرم حرب رئيساً لمرحلة ما بعد الحرب!

- الإعلانات -

- الإعلانات -

علي أحمد

ما إنْ يطلُ علينا يومٌ جديد، حتى يتحفنا إعلام (البعاعيت) كعادته بالمثير للدهشة، الداعي للإعجاب، الجالب للضحك والسخرية والأسى والحسرة، حتى يجعلك تشعر بالتوهان اللذيذ وكأنك في في تلك الحالة التي وصفها الشاعر القديم بقوله: “مقبلٌ مُدبرٌ معاً”.

ولعل (أشطح) مُنتجات إعلام البعاعيت المًصدرة إلى الفضائيات العربية لمخاطبة جمهورها العريض باللغة الهيروغليفية، هو الرجل ذو اللقب الطويل والظل الفكري والسياسي والتحليلي القصير (الخبير الاستراتيجي العسكري اللواء مهندس طيار/ بابكر إبراهيم أحمد)، نسأل الله أن يعافيه ولا يبتلينا، آمين.

ثم أما بعد:

لا أحد، بمن في ذلك المذيع المُحاوِر بالقناة المُسضيفة نفسها، فهم شيئاً من مداخلة الخبير صاحب اللقب الطويل،في معرض إجابته عن سؤال حول مدى صحة المحاولة الانقلابية في قاعدة وادي سيدنا، الأسبوع المنصرم، فقد (انفتح) لسان الرجل وانطلق بطلاسم مبهمة ومتعثرة، إلى أن حلّ الله سبحانه وتعالي عقدة لسانه فاعترف أن ” أحمد هارون هو الشخص الذي كان سيوكل إليه قيادة السودان بعد الحرب”، قبل أن يعود مجدداً لهرطقاته الممتعة فيحدثنا عن أن الحرب ” تحولت من حرب من عسكرية إلى دبلوماسية و(إمبارقو) .

وقبل أن نبيِّن للسادة القراء معنى الكلمة الأخيرة، دعونا نتوقف في جزئية أحمد هارون التي فلتت من لسان الخبير استراتيجي كوز، عليهما اللعنة معاً، إذ أكدّت ما ظللنا نردده من أن هذه الحرب تم التخطيط لها وإشعالها من قبل فلول النظام السابق وعلى رأسهم علي كرتي وأحمد هارون ودُميتهم عبد الفتاح البرهان؛ بهدف إعادة الكيزان إلى الحكم مرةً أُخرى، فكان عليهم ليحققوا هدفهم هذا، التصدِّي لأكبر العقبات في طريقهم، ألاّ وهي قوات الدعم السريع والقضاء عليها في غضون أيام أو أسابيع قليلة، ثم إعلان الأحكام العُرفية وتنصيب أحمد هارون رئيساً لمرحلة ما بعد الحرب، عن طريق استخدام البرهان وثالوثه (الأرعن) كباشي والعطا وجابر، دُمىً صوريّة وتمويهية، تماماً كما فعل الترابي في انقلاب عام 1989، في قصته الشهيرة مع المخلوع عمر البشير ” اذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب إلى السجن حبيساً”.
اعتراف اللواء خبير كوز (إمبارقو)، بهذا السيناريو، هو اعتراف بأن من أشعل الحرب هم الكيزان وأن عبد الفتاح البرهان والكباشي والعطا وجابر، ما هم إلاّ مُستخدمين من قبل الإخونجية لتنفيذ هذه الخطة الخبيثة التي أدخلت البلاد والعباد في (حيص بيص) وأحرفت الزرع والنسل.

بالنسبة لي، ولآخرين كُثر، فإن إشعال الكيزان لهذه الحرب وإدارتها بواسطة برهانهم الذي في الجيش؛ أمرٌ لم يكن بحاجة إلى تأكيد من هذا اللواء الخُزعبلي الوهمي، وإنما مسألة مؤكده وواضحة وصافية (كشمس الضُحى)، حتى أن (هاروناً) هو من أطلق عليها (حرب الكرامة) في تسجيل صوتي له عقب تهريبه من معتقله في سجن كوبر، ويعين بذلك أنها حرب من أجل استعادة (كرامة) الإخونجية المسفوحة بيد ثورة سبتمبر المجيدة، ما يتطلب بالضرورة حملة انتقامية ممن قاموا بها، وهم الشعب السوداني، وبالفعل شردوه في (القِبل الأربعة) ودمروا مدنه واقتصاده البسيط وأدخلوه في مهلكة ومحرقة لم يسبق لها مثيل.

إن اعتراف هذا المسخ الفضائي المشوه، وآخر المتحدثين بالهيروغليفية، أن هارون كان مرشحاً لتولي الرئاسة في مرحلة ما بعد الحرب، يعيدنا إلى تدوير السؤال عن مغزى إدراج وزارة الخارجية الأميركية الإرهابي الهارب هارون في برنامجها لمكافآت الإرشاد عن المشتبه بارتكابهم جرائم حرب بإقليم دارفور، في هذا التوقيت بالذات؟
إذ يبدو أن معلومات استخبارية مؤكدة وموثوقة توفرت لدى الإدارة الأميركية، عن ما زُلَّ به لسان الخبير (إمبارقو) في مداخلته مع قناة (الحدث)، وأنّ هاروناً علاوة على سجِلّه وتاريخه الإجرامي الدموي في دارفور، متورط حتى النخاع مع رفاقه وقادة الجيش في إشعال الحرب الراهنة وإدارتها، وأنها تريد أيصال رسالة شديدة اللهجة لشركاؤه (كرتي، البرهان، العطا، جابر) وغيرهم، أن عليهم أن يوقفوا هذا العبث وإلاّ فإنهم وهارون سواء، وأن الدور قادم إليهم، قريباً، وعليهم أن (يبلوا رؤوسهم).

وأخيراً، علينا أن نشكر اللواء هزلي على هذه الجزئية، وأن نعفي له طلاسمه التي ظل ينفحنا بها صباح مساء من خلال شاشة البلبوسة (لينا يعقوب)، التي لا محالة قد فغرت فمها وهي تسمع مصطلح (حرب إمبارقو) تنزلق على لسان خبيرها الاستراتيجي المُفضل، لذلك فإننا وكما آلينا على أنفسنا مساعدة إعلاميي الفلول على تفسير ما استشكل عليهم من لغة خبرائهم، فإننا لن نبخل على بنت يعقوب بذلك، فنقول لها أن مصطلح حرب إمبارقو، يعني حرب الحصار، أي الحرب الاقتصادية.
وكان الله في عوني كما أنا في عون الجميع بمن فيهم الفلول والبلابسة والإمبارقيين الجُدد.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

Leave A Reply

Your email address will not be published.