أوراق برس
كل ما يهمك

- الإعلانات -

- الإعلانات -

عقوبات أميركية جديدة متعلقة بإيران.. تفاصيل الكيانات المستهدفة

- الإعلانات -

- الإعلانات -

عندما يتردد اسم منطقة “السيدة زينب” وما حولها في محيط العاصمة السورية دمشق، دائما ما يتردد اسم إيران وميليشيات “الحرس الثوري”، ولا يقتصر ذلك على أوساط السوريين فحسب، بل ينسحب ليشمل الأخبار التي تتضمن تفاصيل القصف المتكرر والمنسوب لإسرائيل هناك.

وحصلت آخر الضربات “الإسرائيلية” فجر الجمعة، وأدت حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية بينها وكالة “تسنيم” إلى مقتل “المستشار” في “الحرس الثوري”، سعيد عليدادي، فيما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أنه خلّف خسائر مادية فقط.

“قيادي كبير بالحرس الثوري الإيراني”.. من هو “عليدادي” الذي قتل بضربة سوريا؟

مستشار عسكري آخر تابع للحرس الثوري الإيراني قتل، الجمعة، في سوريا، ليضاف إلى مجموعة من قيادات الحرس الثوري الذين قتلوا مؤخرا في ضربات يعتقد أن إسرائيل هي من تقف خلفها وتستهدف مواقع جماعات متحالفة مع طهران في سوريا.


وجاءت الضربة ضمن مسار تصاعدي لاستهدافات جوية وصاروخية باتت تستهدف على نحو كبير منطقة “السيدة زينب” والمزارع المحيطة بها، أو كما يطلق عليها محليا بـ”منطقة الست”.

تعتبر هذه المنطقة “صندوقا أسود” لا يعرف كثيرون ما في داخله، لاعتبارات تتعلق برمزيتها والنظرة التي تكنّها لها طهران، حتى باتت تعرف بأنها أبرز معاقلها في دمشق، منذ عام 2011.

ولم يكن “المستشار” الإيراني عليداداي الأول الذي يقتل في المنطقة المذكورة بقصف “إسرائيلي”، إذ سبقه قبل أسابيع رضي موسوي أبرز قيادات “الحرس الثوري” وأقدمهم نشاطا في دمشق وسوريا ككل.

ما هي منطقة “السيدة زينب”؟ وكيف تستهدف إيران في هذا المعقل والذي يطلق عليه اسم “معقل الأصدقاء” أيضا، كما يوضح مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، رامي عبد الرحمن لموقع “الحرة”.

“الضربات تطال المزارع”

“السيدة زينب” هي بلدة سورية تقع على بعد حوالي عشرة كيلومترات جنوب العاصمة السورية، على الطريق السريع المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، والطريق المؤدي إلى مدينة السويداء.

ويقع في محيطها عدة بلدات أخرى وتمتد حتى مطار دمشق الدولي، والذي تعرض لعدة استهدافات جعلته لأكثر من مرة خارج الخدمة.

ومن بين هذه البلدات: البحدلية، الحسينية، حجيرة، وعقربا والغزلانية التي قتل عليداداي على الطريق الواصل بينهما.

ويقول مدير “المرصد”، رامي عبد الرحمن إن “الاغتيالات الإسرائيلية باتت تتركز بالفعل على هذه المنطقة، سواء في بلدة السيدة زينب أو عقربا والأخرى الواقعة في ريف دمشق الجنوبي وبالقرب من المطار الدولي”.

وفي هذه المنطقة مترامية الأطراف توجد الكثير من المزارع، والتي تتبع بشكل شبه كامل لسيطرة “حزب الله” اللبناني، كما يضيف عبد الرحمن.

ويتابع: “مناطق الأصدقاء (كما يطلق عليها) واستهدافها يدل على أن هناك بنك أهداف كامل لدى الإسرائيليين. ليست مقرات عسكرية وللاجتماعات فقط، بل لمنازل عناصر وقيادات حزب الله والحرس الثوري”. 

ولا تعلق إسرائيل على الضربات التي تنسب لها في سوريا، والتي كانت أبرزها تلك التي أسفرت عن مقتل رضي موسوي، وبعده 5 قيادات من “الحرس الثوري”، وبينهم “مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا”، صادق أوميد زاده.

“بعد ديني وإيديولوجي”

وقبل عام 2011 لم تكن بلدة “السيدة زينب” التي يقع فيها قبر بنت الخليفة علي بن أبي طالب وفق ما يعتقد أصحاب المذهب الشيعي كما هي عليه اليوم.

خلال السنوات الماضية حوّلتها طهران وميليشياتها إلى مركز تجمع وقيادة، ومعقل يتخذه القادة والعناصر للسكن أيضا.

كما باتت تحظى بخصوصية دينية كبيرة لدى أصحاب المذهب الشيعي، ويقصدها مئات الآلاف من الزوار، وعلى رأسهم العراقيون، لإحياء ذكرى وفاة “زينب بنت علي” القريب.

ويوضح وائل علوان وهو باحث سوري في مركز “جسور للدراسات” أن “منطقة السيدة زينب ترتبط خصوصيتها بنجاح عملية الاستحواذ الإيراني على المنطقة منذ  2011 وما قبل ذلك”.

وكان لاختيار الإيرانيين لهذه المنطقة “بعد إيديولوجي وديني”، وفق علوان.

ويضيف لموقع “الحرة”: “وذلك لتوسيع النفوذ الأمني والسياسي، وعبر استخدام نشاطات المجتمع المدني والإغاثي والإنساني”.

وقبل انطلاقة الثورة السورية في 2011 كانت هناك العديد من المناطق “المستهدفة من قبل إيران”، مثل حي الأمين والشاغور والمنطقة المحيطة بـ”السيدة رقية”، لكن قدرة الإيرانيين في السيطرة “كانت أكبر في السيدة زينب”، حسب الباحث السوري.

ويعود بالذاكرة إلى الوراء، ويوضح أن إيران قبل 2011 كانت أنشأت “مشفى الخميني” في بلدة السيدة زينب، وشيئا فشيئا سيطرت على قطاع واسع في محيط المقام، ومحال تجارية.

ومع مرور السنين توسعت دائرة استحواذهم لتشمل مزارع في البلدات المجاورة، مثل حجيرة وبيت سحم، وقرى أخرى جنوبا وصولا إلى مطار دمشق الدولي.

“تسرب معلومات”

وكانت 3 مصادر قالت لوكالة “رويترز” الخميس أن “الحرس الثوري” أعرب عن مخاوفه للنظام السوري، من أن “تسرب المعلومات من داخل قوات الأمن السورية لعب دورا في الضربات القاتلة الأخيرة”.

لكن على المستوى الرسمي سواء في إيران أو سوريا لم يصدر تعليقات من هذا القبيل، رغم أن وسائل إعلام إيرانية أثارت ذلك بعد مقتل قادة “الحرس الثوري” في منطقة المزة فيلات غربية، قبل أسبوعين.

ويقول الباحث السياسي الإيراني، سعيد شارودي إن “القيادات الإيرانية في سوريا تتحرك دون حماية في دمشق وكالمواطنين العاديين، ودون أن يكون لهم حماية”، في تعليقه على أسباب تتالي الاستهدافات على قادة “الحرس الثوري”.

ويضيف لموقع “الحرة”: “هم ليسوا بعيدين عن الأعين عن من يريد تتبعهم. معروف متى يدخلون ويخرجون ويتحركون في الشوارع ويذهبون من بيوتهم إلى المقرات أو محاور الجبهات في سوريا والعراق ولبنان”.

شاردوي يعتبر أن “الضربات لا تعتبر إنجازا استخباراتيا كبيرا”، وأنها “لن توقف إيران أو تدفعها على الانسحاب”.

ويتابع أنه “من الطبيعي أن تحصل خسائر وبعض التضحيات والتكاليف، وعند النظر إلى ما حققته طهران في كل الظروف الصعبة في المنطقة”.

لكن الباحث السوري علوان يشير إلى أن “منطقة السيدة زينب ينظر إليها على أنها عاصمة النفوذ الأمني والعسكري الإيراني في سوريا. وبالتالي هي المعقل الأبرز”.

ويضيف أن المنطقة الممتدة من البلدة حتى مطار دمشق “استطاعت إيران أن تشكّل فيها مربعات أمنية واسعة وخاصة ومعسكرات قيادة وتدريب”.

ورغم أن “المنطقة تحظى بإجراءات أمنية عالية ولا يسمح لأحد بالسكن فيها” يعتقد الباحث السوري أن “هناك اختراقا من عناصر الميليشيات وضباط النظام والأمن السوري”.

عودة إلى الوراء 

وكان الاهتمام الإيراني بمنطقة “السيدة زينب” قد بدأ منذ عام 1988، حسبما يوضح العقيد المنشق عن جيش النظام السوري، خالد مطلق.

ويتحدث لموقع “الحرة”، وهو ابن ريف دمشق، أنه في ذلك العام أنشأ الإيرانيون جمعية حملت اسم “المرتضى” وأعطوا مهمتها “في التشييع” لجميل الأسد عم بشار رئيس النظام السوري الحالي.

لكن الجمعية المذكورة لم تدم طويلا، وبعدما “شعر حافظ الأسد بالخطر” أغلقها “خوفا من توسع نفوذ أخيه جميل في تلك الفترة”، وفق مطلق.

وفي 1989 تكلف محمد ناصيف، أبرز مستشاري الأسد الأب بالملف الإيراني، وشكّلت هذه الخطوة مرحلة رئيسية في توسع النفوذ الإيراني بسوريا ودمشق على الخصوص.

ويوضح العقيد المنشق أنه “في ظل الفترة المذكورة بدأ نشاط المركز الثقافي الإيراني في منطقة البحصة غربي جامع يلبغا، وكان هناك نشاط متصاعد أيضا للسفارة الإيرانية الواقعة على أوتوستراد المزة”.

ولعب رضي موسوي دورا بارزا حينها، حسب مطلق، وكما أشارت قبل أسابيع وسائل إعلام إيرانية، إذ أوضحت أن نشاط القيادي البارز القتيل كان الأقدم في سوريا، قياسيا بباقي “المستشارين”.

العقيد المنشق يشير إلى أن فترة التسعينيات شهدت إقدام الإيرانيين على شراء العقارات بدمشق، وفي شارع الأمين أولا وأحياء العاصمة القديمة.

كما أقدموا على إنشاء “فندق الروضة” وهو أول فندق 5 نجوم في منطقة السيدة زينب.

وامتد التوسع بالتدريج من بلدة “السيدة زينب” إلى شراء العقارات في حجيرة وببيلا والطريق الواصل للسبينة والمطار وشمالا إلى عقربا، وصولا إلى منطقة القزاز.

واستمرت الحالة المذكورة حتى وصول بشار الأسد إلى كرسي الحكم بعد وفاة أبيه حافظ.

ويرى مطلق أن “الأسد الابن أطلق يد إيران في سوريا، نتيجة ضعفه وتحكم الأجهزة الأمنية في الكثير من القرارات، فضلا عن التحكم الذي بدأته السفارة الإيرانية بالكثير من القضايا”.

وكان أشهر هذه القضايا “تقديم الملحقية الثقافية الإيرانية في دمشق اقتراحا لوزارة الثقافة السورية بتغيير اسم ساحة الأمويين إلى اسم آخر”، وفق حديث العقيد المنشق مطلق.

ودائما ما يفتخر قادة إيرانيون بما فعله قائد “فيلق القدس” الإيراني، قاسم سليماني في سوريا، وبعد انطلاقة الثورة السورية. وكان القيادي قد قتل بضربة أميركية قرب مطار بغداد، في مطلع العام 2020.

ويشير مطلق إلى أن “سليماني وبعد وضعه خطة حماية دمشق من السقوط أدخل أفواج من الميليشيات الأجنبية إلى العاصمة السورية، وتمركز قسم كبير منها في منطقة السيدة زينب، وأبرزها حركة النجباء”.

كما تمت إحاطة دمشق بقواعد ومقرات إيرانية تتركز بشكل أساسي بين “السيدة زينب” والمطار الدولي وتصل إلى منطقة الكسوة في ريف العاصمة الجنوبي، ومقرات داخل الثكنات العسكرية للجيش السوري، وفق العقيد المنشق.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

Leave A Reply

Your email address will not be published.