أوراق برس
كل ما يهمك

- الإعلانات -

- الإعلانات -

صراحة طه وخسة البرهان! – صحيفة الراكوبة

- الإعلانات -

- الإعلانات -

علي أحمد

في البدء يجب ألاَّ يمنعنا الغضب من الاعتراف بأنَّ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، قد حقق جميع أهدافه التي كان ينشدها، ولا يزال يستكمل ما تبقى، هذا إن تبقى شيئاً في كل مساحة الوطن، لم تطاله يده، تبت يداه وتب.

وأهدافه التي لم يخجل من التفوه بها علانية هي؛ أما أن يحكم هو وكيزانه وموزه وعفنه البلاد أو لا وطن ولا بلاد، وقد قالها قبل الحرب صراحة للفريق أول “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، عندما كان يحذره من السير في طريق الطغاة الذي سيورد البلاد موارد التهلكة، فكان رده: (يعني شنو، تتفرتق البلد وتجينا راجعة تاني)، وهاهو لا “يفرتق” البلد فحسب، بل يمزقها تمزيقاً، ويقتل ويشرد شعبها، بطريقة إنتقامية لا شبيه لها في التاريخ إلاّ في حملات الدفتردار.

يمارس كل هذه المخازي والجرائم بعد أن تبدد حُلمه في وصوله وكيزانه إلى السلطة، وبعد أن تيقن أنّه قد صار “إكسبايرد”، هذا مع أنه لا يزال هناك ثمة أمل في تجاوز هذا العار بالتواضع والإقرار بالخطأ والعمل من أجل الوصول إلى سلام، لصالح السودان قبل كل شيء، ولكنه لا يزال يراوغ ويمارس هوايته في الكذب والتضليل، ضارباً عرض الحائط بمصير السودان وحيوات السودانيين، وكأنه تركي الأصل وليس تركي”بالعقار !”
شاهدت أمس الأول عبر قناة الجزيرة لقاء القيادي البارز بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدُّم)، الأستاذ طه عثمان إسحق، وهو من القلائل داخل قوى ثورة ديسمبر؛ الذين أحرص على الاستماع لآرائهم بإصغاءٍ وإمعانْ، ربما لمشاركته اللصيقة في كل الأحداث منذ بداية الثورة، ولمواقفة المبدئية التي أحسّها تأتي على الفطرة دون مطامع، كما أحس بصدقه وتلقائيته وشجاعته، وقد تحدث في هذا اللقاء فأبان الغموض وأماط اللثّام، وفسَّر ولم يُقصِّر، وكشف عن الكثير من المعلومات التي فضحت أكاذيب الكيزان وسخف إشاعاتهم، والأهم تحدث عن الانقلابي البرهان فجعله عارياً مكشوف السوءة ومُشوه السويِّة.

ومن ما قاله طه في حديثه، إنّه لا يعترف بشرعية البرهان، مُردِّداً رغم إلحاح مُقدِّم البرنامج في وصف البرهان بالمنصب الذي ينتحله كرئيس لمجلس السيادة، لكنَّه ظلّ يردد بكل هدوء واصفاً إياه، كما يجب أن يوصف، بقائد الجيش، قائلًا إنّه قد أوقف التواصل معه بعد أن استقر في قلبه إنه مراوغ ليس لديه الرغبة في وقف الحرب، مضيفاً بأنه – أي البرهان – ليس لديه مشكلة في عقد صفقة ثنائية مع قوات الدعم السريع دون القوى السياسية الديمقراطية، إذا كانت ستبقيه في منصب رئيس مجلس السيادة، وهو موقف يُشبه هذا الدكتاتور الدموي السايكوباتي، الذي انقلب على نفسه وعلى المنصب الذي كان يشغله، ثم أعاد تنصيب نفسه بنفسه بذات المنصب الذي كان فيه، قبل أن يغرر به إخوته الكيزان ويزينوا له ديمومة هذا المنصب فأشعل حرباً قضت على الأخضر واليابس، بل قضت على الجيش بغضهِ وغضيضهِ، فأصبح ألعوبة بيد صبية مُنحطين نشأةً وفِطرة، يأخذونه يمنة ويسرة، حتى أصبح جيشه وفرق الكشَّافة سواء!

ولكن أكثر ما أذهلني في حديث طه عثمان، هو قوله إنّ رغبة الكباشي في وقف الحرب حقيقية، ورغم إنني لا اتفق معه فيما ذهب إليه، لكنني لا أملك سوى أن أقول الأيام بيننا، وما لم يقله طه – ربما تأدباً- هو أنّ قيادة الجيش الحالية عبارة عن مجموعة من الخصيان لا يتحدثون فيما بينهم إلا لغة الخيانة، لا يُرجى خيرهم ولا يؤمن شرهم، ونحن لا نتأسف لما لحق بهم من ذُّل وإذلال، وإذا كان هناك ثمة أسف فهو لأنه لم يتم حتى الآن اختراع (البصق) على الكيبورد، حتى نعبر لهم عن حقيقة ما يجيش بصدورنا.

علي أية حال، شكرًا طه إسحق، فهناك دائماً ثمة رجال في هذا البلد الجريح يشعون أمامنا في كل عتمة.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

Leave A Reply

Your email address will not be published.