تعقيبا على تمويل تقدم ورأي الاستاذ الزيعلي

عثمان بابكر محجوب

كي نجيب على سؤال صديق الزيلعي هل يحق لتنسيقية تقدم قبول تمويل خارجي؟ لا بد اولا من تحديد ماهية تنسيقية تقدم ولمعرفة ذلك يجب ان تصرح هذه التنسيقية عن الفعاليات والنشاطات التي انجزتها داخل السودان ؟ وما هي المصاريف التي ساهمت فيها لدعم محازبيها الناشطين في بلسمة جراح المهجرين من بيوتهم والمشردين والجياع والمرضى ؟ هذا اذا كان تجمع تقدم ينتمي الى منظمات المجتمع المدني اما اذا كان تجمع تقدم جهة سياسية فما هي المناشير والبيانات السياسية التي وزعها او نشرها محازبوه في الداخل ؟ من هنا وبشكل متجرد وموضوعي لاحظنا ان نشاطهم في داخل السودان كمنظمة من منظمات المجتمع المدني صفر وكتجمع سياسي صفر اخر . لذلك نرى ان تقدم هي مجموعة من هواة السياحة ترفع شعارات سياسية من اجل التكسب وتصريح الناطقة الرسمية لهذا الفريق من هواة السياحة السياسية عن الدعم المالي من منظمات دولية محايدة هو تضليل لاننا نعرف تماما ان من يمول تقدم هي مشيخة ابو ظبي وهم يركبون نفس نوع الطائرات التي يسافر على متنها محمد حمدان دقلو. ونعتقد ان هذا القدر من الاجابة كافيا .

وبالتأكيد سيظن البعض اننا من فلول البشير او الكيزان لذلك يصدر عنا هذا الكلام .نقول لمن يظن ذلك اننا من السودانيين الذين يشعرون بعمق محنة اهلهم على يد برابرة الجنجويد من جهة وجيش البرهان رأس حربة فلول البشير ومن خلفهم دعاة الاسلام الذي دمر بلدنا وحولها الى جهنم .

ولا نريد الغوص كثيرا في دور المخابرات المركزية الاميركية في دعم منظمات المجتمع المدني لنشر الفوضى الخلاقة في الدول عبر انجيل البروفسور جين شارب وكتابه عن الانتقال من الديكتاتورية الى الديمقراطية بواسطة الاعتراض السلمي من خلال مطلب واحد هو رفع شعار اسقاط النظام ورفض اي برنامج للحوار حتى انهيار المجتمع وانزلاقه الى الحرب . وابسط مثال ان حسني مبارك طلب من الامركيين ان يمر دعمهم لمنظمات المجتمع المدني المصرية عبر وزارة المالية المصرية لكن الامركيين رفضوا ذلك وحسب ابو الغيط ان هذا الرفض اودى بمبارك الى خارج الحكم اضافة الى اسباب اخرى منها رفضه اشراك الجيش المصري في الحرب على افغانستان والعراق وحسني مبارك من ازلام اميركا في المنطقة تماما كالبشير الذي سقط ايضا لانهم استهلكوا ورقته .

اما اذا اردنا الدخول الى عالم الفلسفة نذكرالاستاذ صديق الزيعلي بما اورده ابو حيان التوحيدي اذ قال : ( رأيت جملة من رسائل اخوان الصفا ، وهي خرافات وتلفيقات عرضتها على ابي سليمان السجستناني المنطقي فتبحر فيها طويلا واجابني :تعبوا وما أغنوا،نصبوا وما أجروا ،وحاموا وما وردوا ،وغنوا وما أطربوا،فنسجوا فهلهلوا،ومشطوا ففلفلوا) واليوم تقدم تفعل ما فعلوا فلا تهتم استاذي الكريم بشرعية تموليهم كي لا تحسب على اخوان الصفا واخوان الوفاء.

[email protected]