أوراق برس
كل ما يهمك

- الإعلانات -

- الإعلانات -

اختصاصيين نفسيين: الآثار النفسية للحرب الأكثر خطورة واستمرارية

- الإعلانات -

- الإعلانات -

تقرير: سليمان سري
ظل طرفا الصراع يتنافسان على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اندلاع الحرب، وكأنما نقلا معاركهما على الإعلام، بل من يتلقى الهزيمة في الميدان سرعان ما يعوضها على الإعلام بكل أنواعه الرسمي وغيره، مع عرض صور ومقاطع للقتلى والضحايا وكل الدلائل التي تثبت انتصاره وسيطرته على العدو. مع ممارسة التضليل.
الهدف المعروف من بث هذه المقاطع والصور هو هزيمة العدو معنويًا، لكن هناك هدف خفي هو ارهاب المدنيين العزَّل وتخويفهم في رسالة واضحة لكل من يعارضهم أو يخالفهم الرأي سيواجه هذا المصير، خاصة شباب الثورة ومن صنعوا التغيير الذين كانوا مستهدفين من طرفي الصراع.
في البداية ظهرت مجموعة من قوات الدعم تمثل بجثة والي غرب دارفور الذي قتل في يونيو الماضي، ثم ظهر أفراد من الجيش السوداني في فبراير الجاري يحملون رؤوسا مقطوعة يدعون أنهم من عناصر قوات الدعم السريع، كلا المشهدين كان صادمًا ووجد رفض واستنكار واسع.
راديو دبنقا استطلع خبراء في مجال الطب والصحة النفسية لمعرفة مدى خطورة تأثير هذه المشاهد على كل الفئات والشرائح، أطفال، شباب، نساء، كبار سن، ودرجات التأثير على كل فئة.
يشير استشاري الصحة النفسية د. ياسر موسى إلى أن العنف المستخدم باسم الإسلام والدين في مشاهد نراها بكثرة في تكفير فئة وإباحة دمها لمجرد أنها صدحت بالرأي مخالف، هذا للأسف دائما ما يخلق حالة العنف الفظيعة هذه لأنه البيئة أصبحت مولدة للعنف. وهنا تكمن الخطورة إذ أن آثار الحرب لا تختفى بمجرد انتهاء الحرب بل سنعاني من تشوهات كثيرة لفترة طويلة من الزمن.
ويقول في حديثه لـ”راديو دبنقا” معلقا على مقطع الفيديو المذكور “دعونا نرى آثار القسوة والمشاهد الوحشية والعنيفة خاصة مشهد جنود القوات المسلحة، وهم يحملون رأسين تم قطعهما من جسديهما، فأي صدمة وأي قسوة وأي وحشية في مشاهدة هذا المنظر وما أثر ذلك علينا..؟!
ويؤكد أنه من افظع نتائج هذه الحرب أن يصبح مثل ذلك المشهد للاحتفال والاحتفاء تتناقله الوسائط والأخبار، هذا في حد ذاته نتاج لأثر نفسي ويوضح حدود معاناة المجتمع من الوحشية والقسوة.

العنف في التمثيل
ويرى استشاري الصحة النفسية أن مشهد الجنود وهم يرفعون رؤوس لأشخاص زعموا أنهم يتبعون لمليشيا الدعم السريع، في حد ذاته جريمة كبيرة في حقنا كمواطنين لأنه ليس قتلا لشخصين فقط، بل قتل لروح التسامح فينا جميعا وقتل لروح الثقة في الآخر والاستعداد النفسي في أنه نبني بلدنا من جديد، هذا كله كان ضحية لهذا المشهد القاسي.” ويقول إنّ هذه من الآثار النفسية العميقة جدًا التي تظهر وأولها يكون في فقدان الثقة في الآخر واستمرار في حالة من الوساوس والشكوك، بأنك ممكن ان تصبح ضحية لمثل هذا المشهد.
ويؤكد أن مشاهدة العنف حتى في الأفلام والمسلسلات والتمثيل له أثره القاسي جدًا على المجتمعات والأفراد أطفالا كانوا أم شباب، فما بالك أن تكون هذه المشاهد حقيقية وليست تمثيلا. أن مشاهدة قطع الرؤوس تعود للتجربة الداعشية وبشاعة الإسلام السياسي المنتشر في نواحي كثيرة جداً وللأسف نحن في السودان جزء منه.

التعطش لسفك الدماء:
المشهد قاسٍ، كما يصفه د.ياسر موسى في حديثه لـ”راديو دبنقا”، ويمكن أن يصيب الناس بالخوف والقلق النفسي، و اضطرابات التركيز، والذاكرة، الإدراك واضطرابات الشخصية. بالإضافة إلى ظهور ما يسمى بالشخصية المعادية للمجتمع وهي شخصية عنيفة ودموية جدًا وتتعطش لسفك الدماء ولا تستفيد من تجاربها ويمكن أن تلدغ من الجحر ألف مرة وتستمر في الأذى والقسوة على الآخرين وحتى على نفسه وهذا نوع من الاضطراب النفسي الحاد. بالإضافة إلى ظهور حالات فصام الشخصية واعراضها المتمثلة في الشكوك من حولنا، والإحساس بأنك دائمًا ضحية مؤامرة من حولك تبدأ من أٌقرب الأقربين لك كلهم يريدون التخلص منك، والإحساس بأنك أنت مراقب من قوة أخرى، هذا للأسف من الأمراض الذهانية والتي لا تستجيب للعلاج بسهولة.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

Leave A Reply

Your email address will not be published.