أوراق برس
كل ما يهمك

- الإعلانات -

- الإعلانات -

أخر العلاج الكي: لما ضاقت واستحكمت حلقاتها… الهرولة الي إيران

- الإعلانات -

- الإعلانات -

في يوم الجمعة ٢٥/ يناير الجاري تكون حرب أبريل الماضي قد اكملت يومها ال(٢٧٠) في ظل فشل كلا الطرفين المتقاتلتين في تحقيق نصر حاسم لإحداهما ينتهي المعارك، ومازالت المناطق الكثيرة التي تدور فيها العمليات العسكرية والاقتتال الضاري تشهد حالات كر وفر وقصف متبادل ما توقفت منذ بدء المعارك دون أن تكون هناك احصائيات رسمية مقدمة من الطرفين باعداد الضحايا والمصابين والمفقودين، او حتي وجود مراسلين صحفيين يسجلون بالصورة والصوت ما يدور في جبهات القتال لكي يوثقوا الأحداث، وهي حالة (سودانية) نادرة لم تعرفها الحروب الحديثة من قبل واختفاء المراسلين والصحفيين، بل حتي في الحرب العالمية الأولي (١٩١٤- ١٩١٨) التي لم تكن وقتها وسائل الإعلام متطورة كما الآن ، فقد كانوا المراسلين الاعلاميين موجودين في مناطق المعارك وقاموا بواجبهم خير قيام ومن خلال أعمالهم عرفنا الكثير عن الحرب،  وفي سنوات الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩- ١٩٤٥) لعب المراسلين والصحفيين أدوار كبيرة ومقدرة، ومنهم عرفنا البطولات التي قاموا بها ضباط وجنود “قوة دفاع السودان” في معارك العلمين وطبرق والسلوم، وانقسنا وكرن، ولكن ولا أحد يفهم لماذا في حرب أبريل ٢٠٢٣ تم استبعاد المراسلين التابعين للقوات المسلحة وما الحكمة في هذا الابعاد ؟!!

في هذا المقال لست بصدد السرد والحكي عن ما وقع من أحداث خلال الشهور الماضية، فبالرغم من التعتيم الاعلامي المتعمد من قبل الطرفين علي مجريات الحرب فقد خرجت كثير من الحقائق العسكرية التي ساهمت وسائل الاتصال السودانية والاجنبية في اظهارها، ولكن هنا في هذا أود أن أركز علي سبعة نقاط هامة تتعلق بسبعة سيناريوهات قادمة تحدد مصير البلاد، قد يكون احداها هي الاكثر احتمال بوقوعها:

 السيناريو الأول :- بعد أن فشلت القوات المسلحة في القضاء علي قوات “الدعم السريع” وإنهاء حالة الحرب، وايضا بعد أن فشلت المنظمات المسلحة التابعة للحركة الاسلامية و”كتائب الظل” وتنظيم “البراء ابن مالك” “و المستنفرين” وبقايا الفلول، لن يبقي أمام البرهان إلا الاستعانة بدولة ايران لتنقذ نظامه من الانهيار – تماما كما استنجد بها بشار الاسد من قبل -، وبالفعل بدأ البرهان في فتح حوار جاد مع السلطة الحاكمة في ايران، وجاءت أولى عمليات نجاح هذا الحوار ونشرت صحيفة “بلومبيرغ” الأمريكية في يوم الأربعاء ٢٤/ يناير الجاري تقريرا يكشف (…أن إيران ستزود الجيش السوداني بطائرات مسيرة، بعنوان: المسيرات الإيرانية أحدث أدوات الحروب بالوكالة في الحرب الأهلية السودانية. يمكن أن يمنح تسليم الطائرات المسيرة للجيش السوداني ميزة كبيرة في الصراع، مما قد يؤثر على توازن القوى ويثير مخاوف بشأن حقوق الإنسان.). -انتهي- بالطبع لن يسكت الطرف المقاتل الاخرعن التعاون العسكري بين نظام البرهان وايران، ويسعى هو الآخر لامتلاك ترسانة اسلحة حديثة لمواجهة القوات المسلحة في شكلها الجديد.

 السيناريو الثاني:- في ظل اصرار البرهان علي رفضه التام الاجتماع مع “حميدتي” بتوجيهات من “الحركة الاسلامية” المهيمنة مجلس السيادة والقوات المسلحة، فان الوضع العسكري والسياسي سيبقى كما هو علي نفس الحال القديم ، وهو الأمر الذي سيزيد من غضب حكومات كثيرة ومنظمات اقليمية ودولية عليه، خصوصا أن تدهور الاحوال الانسانية وتفاقم الاوضاع ازداد اكثر سوء، وقد تتدخل امريكا ودول الاتحاد الاوروبي لتجبره علي قبول الحوار مع عدوه اللدود “حميدتي” منعا لوقوع كارثة تنهي ما تبقى من السودان.

 السيناريو الثالث:- رصدت كثير من وسائل الاعلام السودانية والأجنبية حالة من الغضب الذي خرج للعلن من قبل ضباط داخل القوات المسلحة بسبب انفراد الجنرال/ ياسر العطا بالهجوم علي تشاد والسودان الجنوبي ودولة الإمارات العربية بصورة سافرة لم تعرفها القوات المسلحة الا في زمن الرئيس المخلوع، الذي شتم امريكا وانها تحت حذاءه!!، وصف ياسر الأمارات بانها دولة “مافيا”، وهو الامر الذي لم يعجب ضباط كثيرين وقاموا بلفت نظر ياسر الي أن دولة الإمارات تحتضن نحو (١٥٠) ألف سوداني… والغريب في الامر، أن خبر غضب الضباط من ياسر خرج للعلن رغم سريته.

السيناريو الرابع:- كثير من المعلقين السياسيين السودان علقوا علي حالة هروب البرهان من القيادة في أغسطس الماضي ولجوئه الي بورتسودان رافضا العودة مرة اخري للخرطوم، هي التي سببت النكسة والضربة القاضية للقوات المسلحة ورجحت كفة قوات “الدعم السريع”، فما إن تخلي القائد عن قيادة دفة المعارك والإشراف عليها حتي تهاوت كل الثكنات واحدة وراء الاخرى تبعتها سقوط المدن، البرهان لم يعد مقبول لدى ضباط المؤسسة العسكرية، واصبح وجوده بينهم عار يجب التخلص منه، وهذا السيناريو متوقع حدوثه بدرجة كبيرة، والجنرال/ياسر هو المرشح القوي لينقلب علي البرهان بتأييد غالبية الضباط.

السيناريو الخامس:- هناك احتمال كبير أن يتم الاطاحة بالبرهان بضغط من أعضاء “الحركة الاسلامية” تماما كما اطاحوا من قبل عام ١٩٩٩ شيخهم / حسن الترابي، الذي حاول الانفراد بالسلطة علي حساب البشير  الذين وضعوه هم رئيسا للبلاد،… بعد الاطاحة بالبرهان سيتم الاعلان انه تنحى عن السلطة من تلقاء نفسه، اسوة بتنحي سابقه ابن عوف في أبريل ٢٠١٩. 

 السيناريو السادس:- مع دخول ايران حرب السودان كمشارك فعال مع القوات المسلحة، ستنشط بعدها تحركات دول كثيرة عندها مصالح في السودان، ولن يستبعد أن تدخل اسرائيل الحرب الي جانب قوات “الدعم السريع”  بحسب العلاقة السابقة التي اقامتها مع “حميدتي” وشقيقه عبدالرحيم ، وتكمن الخطورة، أن اسرائيل عندها علاقات دبلوماسية مع غالبية دول الجوار مما يسهل عليها القيام بالتموين اللازم للدعامة… وبعدها قد تشهد البلاد حرب حقيقية بين القوات الايرانية التي حتما ستكون موجودة في القواعد العسكرية للإشراف علي الصواريخ والمسيرات الايرانية، وما بين اسرائيل… تماما تشرف ايران علي حرب “حزب الله” ضد الجنود الإسرائيليين علي الحدود اللبنانية – الاسرائيلية.      

 السيناريو السابع والاخير:- عودة الي عنوان المقال ” أخر العلاج الكي: لما ضاقت واستحكمت حلقاتها… الهرولة الي إيران.”، هذه الهرولة التي قام بها البرهان ما كان له حق أن يقوم بها، هي هرولة ستغير تاريخ السودان الي الأسوأ… فما دخلت ايران دولة ما إلا وأصابتها “الساحق الماحق”، ما تاريخ إيران الاسود  في زمن الرئيس المخلوع ببعيدة عن الأذهان.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

- الإعلانات -

Leave A Reply

Your email address will not be published.